السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البحر وهو مفردة في الكون - تسبح بحمد الله - تشعر بمن يشاطرها حالة التحميد والتكبير والتهليل، بل وتتعرف عليه، ثم تعيش معه حالة انسجام وتناغم، وعندئذٍ تفصح تلك المفردة عن بعض أو كل أسرارها لصديقها الإنسان حسب درجة التوافق والتعايش في رحاب حالة التسبيح هذه. ولعل ما يجلي تلك الحقيقة، ويميط اللثام عن جمالها وروعتها، هو بعض ما يلتقطه العقل القاصر من فهم حول قصة ذا النون وهو سيدنا يونس عليه السلام مع النون وهو الحوت العظيم الذي ابتلع نبي الله في أعماقه ثم هوى به إلى أعماق اليم الكبير.
إذ يشق الطريق إلى قلوبنا وعقولنا من بين هذى الظلمات والمحن صوت التسبيح الصادر عن النبي الكريم يونس بن متى، ليكون ذاك التسبيح النبوي الجلي هو الأداة الإلهية التي مكّنت نبي الله من التكيف مع بطن الحوت المجبولة ابتداءً على تسبيح الله، ومن ثم فقد أبت بأمر الله أن تُجرى على نبي الله ما تجريه على بقية أنواع الطعام، لأنه انسجم معها - رغم الظرف العصيب - فسبح الله، وذلك ما يُفهم من قوله تعالى:
« فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ».
وفي جلسات متفرقات علمنا البحر ما لم نتعلمه من غيره.
وهذه بعــض دروســه
- تعلمنا من البحر أن نحفظ كل ثمين وغالٍ في أعماقنا وأن نطرد منها كل غث ورخيص، فالبحر يحفظ بأقصى قاعه الدرر النفيسة، ويطرد إلى شاطئه كل الأشياء القبيحة، وصدق الإمام الشافعي عليه من الله الرضوان حيث قال:
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ **** وتستقر بأقصى قاعه الدرر
- تعلمنا من البحر قيمة الكتمان، فهو الذي لا يفشي أسراره إلا لمن يصونها ويعرف قيمتها، ويبذل قصار الجهد في الوصول إليها.
- تعلمنا من البحر أن نتماسك، وأن نلملم شظايا نفوسنا المبعثرة إثر ضغوط حياتية أو منايا نفسية، فالبحر الذي يدع الحجر الصغير يمر إلى قاعه غير مكترث له، يحمل على متنه سفناً وبواخر تناظر الجبال حجماً ووزناً، ذلك أن جزيئات سطحه تتماسك معاً فتحمل في هدوء تلك المدن المتحركة والثابتة على سطحه.
- تعلمنا من البحر أن لا ننظر إلى ما فات، فكم تلك الموجات التي كسرها شاطئه، لكن الموج مستمر، والبحر لم يتخلَّ عن سماته.
- تعلمنا من البحر قيمة التعايش ومعنى التأثير والتأثر بمجريات الحياة، لنقول لمن حولنا أننا موجودين، نؤثر ونتتأثر، ونقول ونسمع.
- تعلمنا من البحر الهدوء الذي تصحبه الهيبة، فلا جرَّأ هدوء الموج وسكون السطح أحداً على الخوض فيه بلا اكتراث أو حساب، فالبحر مُهاب وإن تلاعب بعض الأطفال في بعض مائه.
- تعلمنا من البحر أن نقبل الآخر مهما كان لونه أو جنسه أو دينه، فالبحر يفتح صدره للجميع بلا تفريق ولا تمييز، ويمنح السعادة لكل من قصدها في رحابه.
الآن نستطيع أن نعلـم سبب عشقنا للبحــر..!!
مما تصفحت ولامـس حنايا القلب والإحساس
مع تحيآآتي
جون سينا
البحر وهو مفردة في الكون - تسبح بحمد الله - تشعر بمن يشاطرها حالة التحميد والتكبير والتهليل، بل وتتعرف عليه، ثم تعيش معه حالة انسجام وتناغم، وعندئذٍ تفصح تلك المفردة عن بعض أو كل أسرارها لصديقها الإنسان حسب درجة التوافق والتعايش في رحاب حالة التسبيح هذه. ولعل ما يجلي تلك الحقيقة، ويميط اللثام عن جمالها وروعتها، هو بعض ما يلتقطه العقل القاصر من فهم حول قصة ذا النون وهو سيدنا يونس عليه السلام مع النون وهو الحوت العظيم الذي ابتلع نبي الله في أعماقه ثم هوى به إلى أعماق اليم الكبير.
إذ يشق الطريق إلى قلوبنا وعقولنا من بين هذى الظلمات والمحن صوت التسبيح الصادر عن النبي الكريم يونس بن متى، ليكون ذاك التسبيح النبوي الجلي هو الأداة الإلهية التي مكّنت نبي الله من التكيف مع بطن الحوت المجبولة ابتداءً على تسبيح الله، ومن ثم فقد أبت بأمر الله أن تُجرى على نبي الله ما تجريه على بقية أنواع الطعام، لأنه انسجم معها - رغم الظرف العصيب - فسبح الله، وذلك ما يُفهم من قوله تعالى:
« فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ».
وفي جلسات متفرقات علمنا البحر ما لم نتعلمه من غيره.
وهذه بعــض دروســه
- تعلمنا من البحر أن نحفظ كل ثمين وغالٍ في أعماقنا وأن نطرد منها كل غث ورخيص، فالبحر يحفظ بأقصى قاعه الدرر النفيسة، ويطرد إلى شاطئه كل الأشياء القبيحة، وصدق الإمام الشافعي عليه من الله الرضوان حيث قال:
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ **** وتستقر بأقصى قاعه الدرر
- تعلمنا من البحر قيمة الكتمان، فهو الذي لا يفشي أسراره إلا لمن يصونها ويعرف قيمتها، ويبذل قصار الجهد في الوصول إليها.
- تعلمنا من البحر أن نتماسك، وأن نلملم شظايا نفوسنا المبعثرة إثر ضغوط حياتية أو منايا نفسية، فالبحر الذي يدع الحجر الصغير يمر إلى قاعه غير مكترث له، يحمل على متنه سفناً وبواخر تناظر الجبال حجماً ووزناً، ذلك أن جزيئات سطحه تتماسك معاً فتحمل في هدوء تلك المدن المتحركة والثابتة على سطحه.
- تعلمنا من البحر أن لا ننظر إلى ما فات، فكم تلك الموجات التي كسرها شاطئه، لكن الموج مستمر، والبحر لم يتخلَّ عن سماته.
- تعلمنا من البحر قيمة التعايش ومعنى التأثير والتأثر بمجريات الحياة، لنقول لمن حولنا أننا موجودين، نؤثر ونتتأثر، ونقول ونسمع.
- تعلمنا من البحر الهدوء الذي تصحبه الهيبة، فلا جرَّأ هدوء الموج وسكون السطح أحداً على الخوض فيه بلا اكتراث أو حساب، فالبحر مُهاب وإن تلاعب بعض الأطفال في بعض مائه.
- تعلمنا من البحر أن نقبل الآخر مهما كان لونه أو جنسه أو دينه، فالبحر يفتح صدره للجميع بلا تفريق ولا تمييز، ويمنح السعادة لكل من قصدها في رحابه.
الآن نستطيع أن نعلـم سبب عشقنا للبحــر..!!
مما تصفحت ولامـس حنايا القلب والإحساس
مع تحيآآتي
جون سينا